”قصة إنقاذ تهز القلوب.. المهندس أحمد المقدم يعيد الحياة لقطة حُبست بين الدورين لأكثر من شهر”
كتبت نشوي النادي
لم تكن ليلة عادية بالنسبة للمهندس أحمد المقدم، أحد أشهر المتطوعين في مجال إنقاذ الحيوانات، الذي كرّس وقته وجهده لخدمة الكائنات الضعيفة دون انتظار أي مقابل.
ففي ساعة متأخرة من مساء أمس، تلقّى المقدم سيلًا من الرسائل والمنشنات على جروبات الإنقاذ، تُبلغه عن حالة قطة محبوسة في مكان ضيق للغاية بين الدور الرابع والخامس في إحدى العمارات، تعاني من الجوع والعطش منذ أكثر من شهر.
يقول المهندس أحمد المقدم في تصريحات خاصة:
"اتصدمت لما عرفت إن القطة دي بقالها أكتر من شهر محبوسة في الفتحة دي، مش قادرة تطلع ولا حد قادر يوصلها. والأصعب إنها كانت بتعتمد على بواقي الأكل اللي بيتحدف ليها من فوق السطح علشان تقدر تعيش."
لكن الكارثة الأكبر، كما يروي المقدم، أنه علم أن القطة كانت حامل، ووضعت صغارها داخل هذا المكان الضيق، إلا أنهم سقطوا واحدًا تلو الآخر وماتوا أمامها، وهو ما جعله لا ينام طوال الليل متأثرًا بالمشهد.
ومع طلوع النهار، تواصل المقدم مع صاحبة البوست، وتوجّه على الفور إلى موقع الحادث، مستعدًا بعدته المعتادة التي يحتفظ بها دائمًا في سيارته، تضم أدوات الإنقاذ والسلامة التي يستخدمها في مثل هذه المواقف الصعبة.
يقول المقدم:
"بحكم شغلي كمهندس، عندي خبرة كويسة في استخدام أدوات السلامة، وده ساعدني أتعامل مع الموقف بدقة شديدة. المكان كان ضيّق جدًا، والقطه كانت في حالة رعب، لكن حاولت أطمنها وأقرب منها بهدوء."
استغرقت عملية الإنقاذ ما يقرب من ساعتين من المحاولات المستمرة، حاول خلالها المقدم كسب ثقة القطة التي كانت ترفض المساعدة تمامًا، قبل أن تستسلم في النهاية وتقترب منه شيئًا فشيئًا، ليتمكن أخيرًا من إخراجها بسلام.
بعد انتهاء المهمة بنجاح، سلّم المقدم القطة لصاحبتها، التي كانت في انتظارها بدموع الفرح، فيما أكد أن القطة الآن بصحة جيدة وتحت رعاية آمنة.
واختتم المهندس أحمد المقدم حديثه قائلًا:
"أنا بعمل الحاجات دي لوجه الله، من غير أي مقابل، في أي وقت وأي مكان. إنقاذ روح حتى لو كانت حيوان ضعيف، هو أعظم شعور ممكن يعيشه الإنسان."
قصة جديدة تضاف إلى سجل طويل من المواقف الإنسانية التي قام بها المهندس أحمد المقدم، لتُذكّر الجميع أن الرحمة ليست مجرد شعور، بل فعل حقيقي يُعيد الحياة لمن لا صوت لهم.



